اليابان 2011: كيف صنع زاكيروني منتخبًا لا يُقهر في كأس آسيا؟

شهدت بطولة كأس آسيا 2011 واحدة من أكثر النسخ تكتيكًا في تاريخ البطولة، بعدما استطاع المنتخب الياباني حسم اللقب تحت قيادة المدرب الإيطالي ألبيرتو زاكيروني. ورغم وصوله لقيادة المنتخب قبل أشهر قليلة من انطلاق البطولة، نجح زاكيروني في إعادة بناء هوية المنتخب وفرض أسلوب لعب يعتمد على الضغط العالي والاستحواذ المنظم.
دخل المنتخب الياباني البطولة دون ضجيج إعلامي كبير، لكنه أظهر منذ المباراة الأولى شخصية فريق يعرف كيف يتدرج في البطولة. تميز المنتخب بإيقاع لعب سريع في وسط الميدان بوجود أسماء شابة مثل كيسوكي هوندا، شينجي كاغاوا وياسوهيرو اندو، إلى جانب صلابة دفاعية قادها بمهارة لاعب الخبرة ياسويوكي كونو.
المباراة الأكثر حساسية في مشوار اليابان كانت أمام المنتخب القطري صاحب الأرض في ربع النهائي، حيث لعب الفريق بعشرة لاعبين ومع ذلك تمكن من قلب النتيجة، وهو ما اعتبر لحظة الانعطاف الكبرى التي منحت اللاعبين ثقة كاملة بقدرتهم على الذهاب حتى النهاية. بعدها، جاء الانتصار على كوريا الجنوبية بركلات الترجيح ليؤكد صلابة الفريق الذهنية.
في النهائي أمام أستراليا، لم تكن المباراة سهلة، لكن قراءة زاكيروني الصحيحة للتغييرات صنعت الفارق، حيث دفع بتاداناري لي الذي سجل هدف الفوز في الوقت الإضافي بطريقة تاريخية، ليمنح اليابان لقبها القاري الرابع.
لم يكن اللقب مجرد انتصار في البطولة، بل كان إعلانًا عن بداية جيل جديد لكرة القدم اليابانية، جيل استطاع لاحقًا الوصول إلى أوروبا والتأثير على الكرة الآسيوية بأكملها. أما زاكيروني، فرغم رحيله لاحقًا، بقي اسمه مرتبطًا بالمنتخب الياباني كواحد من المدربين الذين تركوا بصمة فنية واضحة لا تُنسى.



