أرسنال 4 – توتنهام 1: ثلاثية إيزي في أول ديربي شمال لندن… هل أخطأ فرانك في خطته؟
مدد أرسنال صدارته للدوري الإنجليزي الممتاز إلى ست نقاط بعد فوزٍ كبير على غريمه التقليدي توتنهام بنتيجة 4-1، في مباراة مثيرة أقيمت على ملعب الإمارات مساء الأحد. يُعتبر فوز أرسنال بأربعة أهداف مقابل واحد ضد توتنهام، مع ثلاثية إيزي في لقاء ديربي شمال لندن الأول، من أكبر الانتصارات في الموسم.
شوط أول.. هجوم ضد دفاع
بدأت المباراة بسيطرة شبه كاملة من أرسنال، مقابل توتنهام الذي ظهر وكأنه يخوض “تجربة دفاعية” بأوامر المدرب توماس فرانك، الذي اعتمد على خمسة مدافعين وحاول إغلاق المساحات.
وكاد أرسنال أن يخطف هدفًا مبكرًا بعد تمريرة ساقطة ساحرة من إيزي إلى ديكلان رايس، ولكن في النهاية، هل أخطأ فرانك بتلك الخطة؟
ورغم أن خطة توتنهام الدفاعية ضيّقت الخناق على أرسنال لفترة، لكنها لم تصمد طويلًا؛ إذ افتتح لياندرو تروسارد التسجيل بالدقيقة 36، قبل أن يضيف إيزي الهدف الثاني بعد خمس دقائق ليضع أصحاب الأرض في المقدمة بجدارة مع تقدم ثلاثيته المذهلة.
أرسنال ينهي المباراة مبكرًا
ومع بداية الشوط الثاني مباشرة، عاد إيزي ليوقع على الهدف الثالث بتسديدة يسارية رائعة، ليجعل النتيجة 3-0 خلال دقيقة واحدة من انطلاق الشوط، مستكملاً ثلاثية في أول ديربي شمال لندن.
توتنهام حاول العودة بهدف مذهل من ريتشارليسون بتسديدة بعيدة باغتت ديفيد رايا، لكن إيزي كان النجم الأبرز بلا منافس، حيث سجل هدفه الثالث “هاتريك” في الدقيقة 76، ليُكمل واحدة من أفضل مباريات مسيرته، وهذا الأداء الاستثنائي في ديربي شمال لندن لن يُنسى.
سباق اللقب يأخذ منعطفًا مهمًا
جاءت هذه المباراة بعد يوم شهد سقوط كلٍ من مانشستر سيتي وليفربول، ما جعل الفرصة ذهبية لأرسنال لتوسيع الفارق.
الآن يتصدر أرسنال بفارق 7 نقاط عن سيتي و11 نقطة عن ليفربول، الذي يبدو أن موسمه يتعقد مبكرًا.
الفوز على توتنهام– الذي لم يخسر خارج ملعبه هذا الموسم قبل هذه المباراة– جعل الأمر أكثر حلاوة لجماهير أرسنال، خصوصًا في ديربي شمال لندن الذي شهد ثلاثية إيزي الرائعة.
وضعية توماس فرانك.. أسئلة صعبة قادمة
توتنهام مرّ بمرحلة مهمة من الموسم، واجه خلالها فرقًا قوية: أستون فيلا، تشيلسي، مانشستر يونايتد، وأرسنال، ولم يحقق أي فوز.
الأمر الأكثر إحباطًا هو ضعف الأداء في تلك المباريات، إذ لم يظهر الفريق بأي مستوى مقنع.
غياب سولانكي وماديسون وكولوسيفسكي مؤثر، لكن الفريق يمتلك جودة كافية لتقديم أداء أفضل بكثير.
الاعتماد على دفاع مكوّن من خمسة مدافعين لم ينجح، والأمر الأسوأ أن إيزي – اللاعب الذي حاول توتنهام ضمه في الصيف – سجل ثلاثية عليهم في ديربي شمال لندن الأول له.
وبالنظر لقدوم مواجهة باريس سان جيرمان في دوري الأبطال بعد أيام، قد تكون الفترة القادمة أكثر صعوبة على فرانك.
إيزي… مباراة للتاريخ
قدم إيزي واحدة من أفضل المباريات الفردية هذا الموسم، وسجل هاتريك تاريخيًا، ليصبح أول لاعب يسجل ثلاثية في ديربي شمال لندن منذ 1978.
احتفاله عقب الهدف الثاني كشف عن صدمة وفرحة لا تُنسى، خصوصًا أنه مشجع لأرسنال منذ طفولته، وعاد للنادي بعد 14 عامًا من رحيله عنه كلاعب ناشئ.
إيزي كان محور قصة صيف كاملة بين أرسنال وتوتنهام، لكن رغبة اللاعب في الانضمام للمدفعجية حسمت الأمر.
تصريحات مدرب توتنهام الذي قال قبل المباراة “من هو إيزي؟” بدت مثيرة للتهكم بعد الأداء الذي قدمه اللاعب، خصوصًا مع تسجيله الثلاثية في أول ديربي شمال لندن.
هل كان أداء توتنهام في الشوط الأول ضعيفًا؟
فرانك لعب بأسلوب دفاعي بحت، يعتمد على الإزعاج وغلق المساحات، وهي خطة استخدمها سابقًا مع برينتفورد أمام أرسنال.
لكن توتنهام نادٍ أكبر، وجمهوره ينتظر جرأة أكبر، خاصة في الديربي.
الفريق لم يسدد أي كرة في الشوط الأول، ولم يلمس منطقة جزاء أرسنال سوى مرتين.
وبعد التخلي عن الخطة بين الشوطين وإدخال تشافي سيمونز، تلقى الفريق الهدف الثالث فورًا، مما أكد على نقاط ضعف الأداء في مواجهات مثل ديربي أرسنال ضد توتنهام.
المشكلة الأكبر أن الفريق ظهر بلا ثقة أو قدرة على امتلاك الكرة.
كيف فك أرسنال دفاع توتنهام؟
في غياب غيوكيريس المصاب، لجأ أرسنال لحلول فنية، أبرزها “التمريرات المسقطة”.
إيزي استخدمها مبكرًا مع رايس، وتكررت الفكرة عندما مرر ميكيل ميرينو كرة مثالية فوق الدفاع لتروسارد الذي سجل الهدف الأول.
ظهور قوي لهينكابي في أول مباراة بالدوري
مع إصابة غابرييل، وقع الاختيار على المدافع الإكوادوري بيرو هينكابي ليبدأ أول مباراة له في الدوري، وقدّم أداءً قويًا.
تميز بتدخلاته العالية وقراءته الممتازة, خاصة في مواجهته أمام محمد قدوس، مما أعطى أرسنال ثباتًا دفاعيًا واضحًا.
تصريحات ما بعد المباراة
توماس فرانك:
أبدى استياءه من أداء فريقه، وقال إنه كان يتوقع مستوى أفضل، لكنه اعترف بأن الفارق بين الفريقين كبير في الوقت الحالي، رغم مرور أربعة أشهر فقط على توليه المهمة.
وأكد أن قلة الإبداع الهجومي أمر مقلق، لكنه ليس المشكلة الأكبر في مباراة اليوم.
