تحدي لا يقبل القبول.. هل ينجح كونسيساو في ترتيب أوراق النجاح؟ لاليغا

في يكسوها الغموض وثقلها، يبدأ سيرجيو كونسيساو مهمته مع اتحاد جدة، فهي أشبه بالسير على مشدود فوق ناطحة سحاب.
العميد يترنح تحت وطأة نتائج المخيبة، والجماهير لم تعد تطيق قراءة من الصبر، بينما الإعلام يترقب أي زلة ليحولها إلى عاصفة.
في ظل هذه الظروف، تجد كونسيساو نفسه مطالبًا بترتيب الفوضى في وقت ضيق، ليتم بناء هوية الفريق قبل أن تبتلعه دوامة الانكسارات.
موسم الصدمة
عاشق الجماهير الاتحاد الرائع مع بداية الموسم الحالي، متمثلًا في مستوى فني ظهر به الفريق، باعتباره فنانًا كارثيًا من المدير السابق لوران بلان.
وتزامن هبوط بلان الفني مع بداية مستوى النجوم السوبر، ما أدى إلى وداعه محليًا، بالخسارة أمام النصر (1-2)، كسر نصف النهائي.
صور جيتي
وواصل “العميد” بدايةه بخسارة كارثية أمام الوحدة الإماراتية (1-2) في الجولة الأولى من دوري أبطال آسيا للنخبة، ثم اوتوريكو مشواره الكارثي بخسارة موجعة أمام النصر (0-2) بالجولة الرابعة من دوري روشن.
وعليه، قرر إدارة الاتحاد من بلان بعد 48 ساعة من انطباع النصر، وتعيين حسن خليفة بشكل مؤقت، ولكنه فشل ضد الشباب الأهلي دبي (0-1) بالجولة الثانية من نخبة آسيا.
الإتحادية
رغم المستوى المذهل الذي قدمه الاتحاد في موسم الماضي، العديد من الدوري وكأس الملك، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لنجوم “العميد” والمدرب الفرنسي السابق، أمام خيبة الأمل الحالية.
شهداء الجماهير، وعرفوا بشغفها دعمها المستمر، حالة الشباب الكبير على المدربين واللاعبين، مع جديد لا يزال من وصف درجات التواصل الاجتماعي، مطالبة الإدارة بالتخلص من بعض العناصر.
ومن أبرز العناصر الناشئة، خرج من عدة نجوم أجانب مثل البرازيلي فابينيو والفرنسيين نجولو كانتي وموسى ديابي، وافق الجزائري حسام عوار، والتعاقد مع العمل الجديد في يناير/كانون الثاني المقبل.
صور جيتي
ويرى خبراء كرة القدم، بقيادة محمد نور، أسطورة الاتحاد، أن إدارة العميد لم يقوموا بالتحضير الشامل، قرارات سيئة مثل خطة البقاء على قيد الحياة كانت في البداية، والفشل الواضح في ملف المعاملات.
وتوافق معه في الرأي الثنائي المنتخب السعودي السابق أحمد عطيف وحمد المنتشري، ما استوعب في ارتفاع الأصوات للمطالبة بتغييرات عاجلة.
حلم جديد
ولدت حلماً جديداً مع قدوم كونسيساو، فال جماهير تبحث عن بصيص أمل يعيد لها الثقة بعد خيبة أمل متتالية.
العيون كلها معلقة بالمدرب الأرجنتين، والذي يتميز بشخصيته المفيدة وأسلوبه التكتيكي السادي في تجاربه السابقة.
ويحلم عشاق الاتحاد بعودة روح المنافسة التي تضيع وسط العشوائية وتفقد التركيز.
ويكمن الأمل في أن ينجح كونسيساو في إعادة تشكيل هوية الاتحاد الكبير، وتحويل النجوم من مجرد أسماء لامعة إلى الطبيعية ويوجد خلف هدف واحد، العودة إلى الانتصارات وحصد البطولات.
هوية مختلفة
ولاية كونسيساو بهويته سكاي تكتيكية تتمحور حول الانضباط الدفاعي، والضغط العالي، والانتقال السريع للدفاع للهجوم.
ويعتمد عادة على رسم 4-4-2 أو 4-2-3-1، مع مرونة في تحويلها إلى 4-3-3 حسب متطلبات التشغيل، وتكمن الكفاءة في تنظيم الخطوط الثلاثة بالإضافة إلى أهم الفروع الأمامية، ثم يغير في بناء السرعة.
نظر إلى أدوات الاتحاد، مالك المدرب بعناصر مميزة مثل بنزيما ديابي وعوار قادر على استثمار التحولات السريعة، لكن الجزء الأكبر منها هو جزئيا بعض الدفاع وعدم جاهزية الوسط بدنيا للضغط العالي على التواصل.
وتختلف طريقة الكونسيساو كليًا مع الخطة، حيث كان لها أكثر تحفظًا، القائمة على النسبية والتمريات البطيئة، مع تعتمد على خبرات النجوم مثل بنزيما في إدارة الرتم.
مشكلة الفريق افتقدت السرعة والضغط، فظهرتبطئًا أمام الخصوم، خاصة في آسيا، وفقدت هويته الطبية المفيدة.
السيطرة على النجوم
أكبر اختبار لكونسيساو داخل الاتحاد تحدي في السيطرة على غرفة مليئة بالنجوم، حيث تضم أسماء الفريق القوي في عالم الكرة القدم، وكلهم قادمون بخبرات وتجارب كبرى تجعله متأهبًا على دور القيادة.
مهمة المدربين لن تعتمد على ترسيخ الانضباط وفرض أسلوبه الجديد، بل من أجل إعادة الثقة للاعبين الذين بدأوا استواهم وفقدوا الشغف في الفترة الأخيرة.
فاللاعب الذي يستعيد ثقته بنفسه أصبح أكثر التزامًا والتزامًا بالمجموعة، وهو ما قد يحول غرفة الملابس من مصدر الضغط إلى إعادة العميد إلى طريق البطولات.
تحدٍ لا يقبل القبول
وجود كونسيساو على رأس الجهاز الفني يعني أن أي سقوط جديد لن يكون مقبولاً، بسبب الهزيمة في هذه المرحلة ستفتح تدريب وإدارة الفريق، وستضع الفريق في مهيب عاصفة جماهيرية وإعلامية شرسة.
وتجعل تنافس على أكثر من جبهة هذا الموسم، سواء في الدوري المحلي أو دوري أبطال آسيا أو كأس الملك، أي خطأ باستثناء الضربة القوية بضياع الموسم، تحوله من حلم استعادة الأمجاد إلى كابوس من الإخفاقات.
وبالتالي، فإن المدرب يدخل اختبارًا لا يحتمل حدوثه، حيث لا يوجد تغيير في التجارة ولا رفاهية لخسارة الوقت.
لفترة محدودة، حتى تتمكن من الفرصة الأخيرة للنجوم الاتحاد لإثبات وجودهم الحقيقي، بعد التعلمات المستمرة عانوا منها في الفترة الأخير.
وبالتالي، فإن أي تراخٍ أو نتائج الأداء الباهت قد يفتح الباب أمام تغييرات جذرية.