جالينو وكونسيساو.. ديربي ناري برائحة الماضي الدامغ لاليغا

المدرب واللاعب الذي حضر من قبل في نادي الدراجاو
قام بمهمة خاصة بنفسه في عالم كرة القدم، وأحدثها تلك التي شارك فيها كريستيانو سيرجيو كونسيساو، المدير الفني، والبرازيلي جالينو، جناح الأهلي، فيربي جدة المرتقب يوم السبت المقبل، على ملعب الإنماء، ضمن الجولة الثامنة من الدوري السعودي للمحترفين.
تحديث متجدد
سيتم المؤتمر الخاص لكليهما، حيث تم حضوره كونسيساو وجالينو في بورتوريكو على مدار موسمين الاستخدام، حيث كان المدير الرياضي للاعبي برشلونة الأول. في يناير/كانون الثاني 2022، تعاقد نادي بورتو بورتو مع جالينو من براجا، مقابل نحو 9 ملايين يورو، وكان كونسيساو وقتها في موسمه الخامس مع الفريق.
لكن بدأ العديد من الأشخاص قبل ذلك بسنوات، حيث قد انضم جالينو إلى بورتو لأول مرة في منتصف عام 2016 وصولاً إلى أنابوليس البرازيلي، للعثور على الرديف. بعد عام تول كونسيساو تدريب بورتو، وانطلق كبداية للفريق الأول في أكتوبر/تشرين الأول 2017. ومع ذلك، لم يشارك إلا في دور محدود، قبل أن يقرر المدرب إعارته لاكتساب الخبرة.
خرج جالينو إلى بورتيمونينسي ثم ريو آفي، قبل أن ينتقل نهائيًا إلى براجا في عام 2019، حيث تألق وفرض نفسه أحد الفائزين ببطولة الدوري الألماني. وعندما يرحل لويس دياز إلى ليفربول في شتاء 2022، يلجأ كونسيساو إلى جالينو للتعويضه، ليعود أخيرًا إلى بورتو مجددًا.
الفصول متباينة
البداية لم تكن الجديدة، إذ شارك جالينو في 20 مباراة فقط، في النصف الثاني من موسم 2021-2022، حيث يبدأ كبديل، ويكتشف هدفًا ضوئيًا.
لكن في الموسم التالي تغيّر الوضع تمامًا، إذ شارك في 52 مباراة، منها 37 أساسيًا، وظهر 15 هدفًا وصنع 9، قاد بورتو للتتويج بكأس البرتغال وكأس الرابطة، رغم خسارة الدوري بنفيكا بفارق نقطتين.
وصلت تلك الفترة إلى ما بعد الدفء للعلاقة بينه وبين كونسيساو، حيث قال جالينو في ما يمكن “ريكورد” في سبتمبر/أيلول 2022: “إنه مدرب رائع وصارم، لكنه يعرف كيف يطور اللاعبين، وأنا أتعلم منه كل يوم”. وكونسيساو بالإشادة أكد أيضًا أنه رشحه للانضمام إلى منتخب البرتغال وقتها.
موسم 2023-2024 يواصل التعاون، المشاركين، المشاركين في أفضل أرقامه بمشاركته في 48 مباراة، سجل في مكان 16 هدفًا وصنع 12، وساهم في الفوز بالفريق بكأس برتغالي الثاني تواليًا. لكن الخسارة في الدوري والسوبر أمام بنفيكا، أدى إلى رحيل كونسيساو في نهاية الموسم، رغم تجديد عقده مع النادي.
صفقة لم تكتمل
اللافت أن كونسيساو وجالينو كادا أن يجتمعا من جديد في اتحاد جدة، إذ كان النادي السعودي أخيراً من ضم اللاعب، قبل أن يتراجع في الاختيار الأخير، ما يحضره إلى بورتو مؤقتاً.
وبعد رحيل كونسيساو، وبعد جالينو نصف الموسم الجيد، سجل خلاله 12 هدفًا وصنع 3، لكن مستواه متأخرًا، ففكر الناديه في يناير/كانون الثاني إلى الأهلي السعودي، الغريم التقليدي.
مع الأهلي، استعاد جالال يتوهج سريعًا، فقاد الفريق للتتويج بطل دوري آسيا للنخبة، في النصف الثاني من الموسم الماضي، بينما يتألق كونسيساوو مع ميلان، محققًا كأس السوبر الإيطالي، وتأهلًا إلى نهائي كأس إيطاليا.
مع فرحة الموسم الجديد، انضموا لهزيمتين، أمام الوحدة في دوري أبطال آسيا، والنصر في الدوري المحلي، فقررت إدارة النادي إقالة المدرب فرانس لوران بلان، والتعاقد مع كونسيساو لقيادة الفريق.
أما جالينو، فابتعد عن الملاعب بسبب شهر بداية الموسم، مما أثار قلق الجماهير الأهلية التي كانت تنتظرها. عاد لأول مرة في مباراة الغرافة، أمس الثلاثاء، في دوري أبطال آسيا للنخبة، ودخل بديلاً وصنع هدف الفوز، في مؤشر جاهزيته قبل مواجهة الاتحاد.
الآن، تجد جالينو نفسه أمامه يحمل أشعارًا متباينة. فهو أول من اكتشف النادي الذي كان على وشك الانتقال إليه، والمدرب الذي منحه فرصة في بورتو، وعاد اكتشافه من جديد. وأنانياهو في إثبات الذات أمام كونسيساو، والسعي لثورة الثلاثة أمام الاتحاد الذي نهض عن ضمه، ودخل البرازيلي بحماس مضاعف.
في المقابل، حدد الكونسيساو اللاعب السابق الجيد، ودرك تمامًا قراره على القضاء، وهو ما يضعه لخطة خاصة لإيقافه.
قصة تجاوز الديربي
ديربي جدة دائمًا عصرًا خاصًاًا من المنافسة، لكن هذه المرة، هناك مواجهة أكثر إثارة بين معلم وتلميذه السابق، ويعرف بالضبط الآخر، ولا سيما لإثبات التخلص من تلك التجربة الشديدة.
يريد جالينو أن يؤكد نجاحه لا مشترك بكونسيساو، بعد أن أصبح مدربًا للمنتخب، حيث تمكن من تحقيق لقبه الدائم، سواء بإعادته أو باستعادة صحته في الوقت المناسب.
بين الماضي والحاضر المشتعل، ينتظر جمهور الكرة السعودية مواجهة تحمل في طاقاتها الإنسانية ومنافسة كروية نادرة، تختصر فترة طويلة من التحديات بين مدربين لم يبق سوى عمل الجاد، ولاعب صنع بفضل الصبر والإصرار، لتحول صدفية اللقاء في بورتو إلى معركة جديدة في جدة.




