دي بروين يوجه رسالة لجماهير نابولي لاليغا

وجه المشاهير كيفين دي بروين، نجم نابولي، رسالة لجماهير البارتينوبي، بعد خضوع إجراءات مطلوبة بعد عدة أشهر.
كتب دي بروين، في رسالة عبر حسابه على “إنستجرام”: “مرحبًا بالجميع، كما تعلمون جميعًا، سأغيب عن الملاعب الجزيئية.. الخبر السار هو إجراء العمليات الجراحية سارت على ما يرام”.
وأضاف: “بدأت رحلة عودتي إلى الملاعب! شكرا جزيلا على جميع رسائلكم!”.
رائد الأعمال الشهير، نابولي، الأسبوع الماضي، خضع دي بروين لعملية جراحية.
وجاءت شهر فبراير في فترة فرح، حيث شعر دي بروين بآلام قوية في فخذه يمينًا بعد تسجيله الهدف الافتتاحي من ركلة جزاء، قبل أن يطلب التبديل ويغادر الملعب متألمًا.
وذكرت الطبية التي ستخضع لها لاحقًا إلى الدرجة الأولى، الأمر الذي قررته للحسم الجراحي الفوري. وقال نابولي في بيان رسمي: “كما كان مخططًا، كيفن دي بروين للجراحة. في مدينة أنتويرب المبدعة بعد أن احتل المركز الأول في الفخذ الأيمن، وسيدخل في المرحلة الأولى في بلجيكا قبل العودة إلى إيطاليا لاستكمال البرنامج الرياضي”.
ولم يحدد النادي مدة الغياب الرسمي، لكن تقارير صحفية بلجيكية وإيطالية رجحت أن فترة غيابه إلى نحو 4 أشهر، في ضربة قوية الجنوبية الذي يذهل كثيرًا على خبرته وجوده في خط الوسط.
يبلغ دي بروين من العمر 34 عامًا، وقد عرف صيامه بسلسلة من نبضات صدره، وخلفية خاصة في عضلات المعصم. لقد أصبحت قادرة على إجراء جراحة جسدية لعام 2023 عندما كان لاعبًا في مانشستر سيتي، وغاب حينها عن لاعب الملاعب لمدة 5 أشهر.
لكن رغم هذه الانتكاسات، ظل دي بروين مثالاً للصمود والاحترافية، إذ عاد الحديث دائمًا أكثر قوة وتركيزًا، ما فعله من أبرز صانعي الألعاب في تاريخ كرة القدم.
البدايات في بلجيكا.. يبدأ من جينك
وُلد كيفن دي بروين في 28 يونيو/حزيران 1991 في مدينة درونجن، وبدأ شغفه بكرة القدم منذ طفولته. وأشار بأكاديمية جينك في السنة الرابعة عشرة، وهناك ظهرت ملامح موهبته الفاضية، ليصعد سريعًا إلى الفريق الأول للموسم 2008-2009.
في صفوف جينك، تألق دي بروين بصناعته للفرص الحاسمة ودقته في التقدمات، وساهم في تتويج الأندية المتميزة في البريميرليج في موسم 2010-2011، في حين سجل خمسة أهداف وحققوا هدفًا واحدًا تلو الآخر، ما طلب أنظار الكبار في أوروبا.
محطة تشيلسي.. الموهبة تصطدم بالواقع
في يناير/كانون الثاني 2012، تعاقد نادي تشيلسي الإنجليزي مع دي بروين مقابل 7 ملايين جنيه إسترليني، في صفقة بدت ثم استثمارها. لكن اللاعب الشاب اسحق بواقع قاسٍ تحت قيادة المدير جوزيه مورينيو، الذي لم يمنحه فرصة كافية لفتح قدراته.
بما أن هذه الفترة، تمت إعارته إلى نادي فيردر بريمن موسم 2012-2013 الألماني، وتفجّرت موهبته من جديد، إذ سجل عشرة أهداف ولم تسعى إلى تحقيق الدوري الألماني، ولم يعد أحد أفضل بوندسليجا في ذلك الموسم. ورغم هذا النجاح، لم تجد اللاعب مكانًا في تشيلسي عند الطلب، ففكر في تجربة جديدة بعيدًا عن لندن.
فولفسبورج.. عيد ميلاد النجم العالمي
في يناير/كانون الثاني 2014، انتقل دي بروين نهائيًا إلى فولفسبورج مقابل 18 مليون يورو، وانطلقت رحلة الوصول نحو المجد الأوروبي.
خلال الموسم الثاني مع الفريق (2014-2015)، موثوقًا تمامًا، فسجل 16 هدفًا وصنع 27 هدفًا في مختلف المسابقات، قاد فولفسبورج المتميز لكأس ألمانيا والكأس المحلي.
هذا التألق لافت بلانيت يتصدر عناوين الصحف في ولادي العجوز، وتم اختياره أفضل لاعب في الدوري الألماني، ولم يكن هدفًا لكبرى أندية أوروبا، وفي مقدمتها مانشستر سيتي.
مانشستر سيتي.. المجد مقابل السماء
في صيف 2015، أعلنت شركة مانشستر سيتي تعاقده مع دي بروين مقابل 75 مليون يورو، وبالتالي قررت شراءه في تاريخ النادي الإنجليزي. منذ اللحظة الأولى، كان من الواضح أن الصفقة ستتحول إلى تاريخ النادي.
تحت قيادة المدرب بيب جوارديولا، تسعي بروين ليكون أحد أفضل الشباب في العالم، بالإضافة إلى ما يقرب من سرعة في قراءة الألعاب، وتمكن من تنفيذ مهامه التي اخترقت أعقد الدفاعات، وتسديداته القوية التي حسمت النتيجة.
قاد المتميز المتميز للإنجاز والإنجاز، أبرزها: “الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز ست مرات (2018، 2019، 2021، 2022، 2023، 2024)، التتويج ببطولة دوري أبطال أوروبا 2023 لأول مرة في تاريخ النادي، كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة في أكثر من من”.
كما نال دي بروين جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي من رابطة اللاعبين المحترفين مجتمعين (2020 و2022)، وأصبح الأهداف التاريخية لإنجاز في مانشستر سيتي، متفوقًا على أسماء أسطورية.
كان بيب جوارديولا يصفه ثانيًا بأنه “فريق عقلي لديه وعيونه داخل الملعب”، إذ ترك رابطة الفكر بين التكتيكي للمدربين العمليين بأعلى درجة غير متوقعة.
صور جيتي
المنتخب.. قائد الجيل الذهبي
على المستوى الدولي، ارتدى دي بروين قميص منتخب بلجيكا لأول مرة عام 2010، وكان أحد أعمدة الجيل الذي قاد الذهبي “الشياطين الحمر” إلى نصف نهائي كأس العالم 2018 في البرازيل، حيث اختار البطولة في المركز الثالث بعد فوزه على هولندا.
وشارك دي بروين في عدة نسخ من كأس الأمم الأوروبية، وكان عضوًا في المنتخب النابض وصانع الإيقاع في خط الوسط، بالإضافة إلى التحرك الدفاعي إلى الهجوم في لحظة واحدة.
ولا يعرف دي بروين بشخصيته الهادئة خارج الملعب، فهو نادر أزياء إعلامية داخل المستشفى، ويفضل أن يتم تفعيله في المستشفى. ورغم هدوئه، إلا أنه يتميز بروح القيادة القوية، وقائده غير القيادي لمانشستر سيتي يب سنوات.
لكن، انتبه إلى المظلم في المتابعة، إذ تكررت التشنج في أكثر من موسم، خصوصًا في السنوات الأخيرة من المضي قدمًا، وعلمت عندما يكون موسم 2023-2024 مؤقتًا بسبب تأخره لفترة طويلة.
مع انتقاله إلى نابولي في صيف 2024، كان الأمل غير مقبول في أن يعيش تجربة جديدة في أكثر من هدوءًا وتحديًا مختلفًا في الدوري الإيطالي، القدر لكن لم يمهله كثيرًا قبل أن يعود الآلام بنفسه ليهاجمه من جديد.
نهاية مرحلة أم بداية جديدة؟
اليوم، بينما يبدأ دي بروين مرحلة الإصابة الجديدة بجراح جديدة، ونجح في العمل على أن يكون النجم الشهير سيخوض معركة جديدة، لا ضد الخصوم هذه المرة، بل ضد الزمن والإصابة.
فهو لا يعرف الاستسلام، ولا يقبل أن ينتهي مصيره بالصمت. ومهما طال غيابه، يبقى دي بروين رمزا للعقل السرطاني، وأحد أبرز ابتكارات الجمال الحديث في كرة القدم.
وعندما يعود إلى الملاعب مجددًا، لن تكون تلك مجرد عودة لاعب مصاب، بل عودة أسطورةٍ تأبى الانكسار.



