لماذا لا توجد أيقونات عراقية في سلسلة EA Sports FC رغم وجود أساطير بارزة؟

منذ إطلاق نظام اللاعبين الأسطوريين (Icons) في سلسلة ألعاب كرة القدم الشهيرة من EA Sports، لفت انتباه الجمهور العربي غياب أسماء عراقية عن هذه القائمة، بالرغم من أن دولًا أخرى في المنطقة تحضر بأسماء كبيرة مثل سامي الجابر من السعودية أو علي دائي من إيران أو هيديتوشي ناكاتا من اليابان. هذا الأمر أثار نقاشًا واسعًا بين الجماهير العراقية التي ترى أن تاريخ الكرة العراقية زاخر بالأساطير الذين قدموا الكثير للمنتخب وللعبة، أبرزهم أحمد راضي ويونس محمود.
السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم تمنح EA لاعبي العراق حضورًا في قائمة الـ Icons حتى الآن؟
أولًا: العامل التسويقي
شركة EA تختار الأيقونات وفق معايير رياضية وتسويقية معًا. فاللاعب يجب أن يكون له حضور عالمي أو على الأقل جماهيري واسع ومبيعات تضمن تفاعل اللاعبين معه. ورغم تاريخ الكرة العراقية العظيم، إلا أن العراق بسبب الظروف السياسية والاقتصادية والإعلامية خلال العقود الماضية لم يتمكن من تصدير نجومه عالميًا بالشكل الذي يسمح لهم بالوصول إلى شهرة عالمية مشابهة لأساطير أوروبا وأمريكا الجنوبية.
بمعنى آخر، القيمة موجودة كرويًا، لكنها غير مُسوّقة عالميًا.
ثانيًا: قلة الأرشيف المرئي الرسمي
واحدة من آليات EA لتقييم اللاعبين التاريخيين هي توثيق مبارياتهم وأرقامهم بفيديوهات وبيانات دقيقة. للأسف، العديد من مباريات المنتخب العراقي في الثمانينات والتسعينات ومطلع الألفينات لم يتم حفظها أو أرشفتها بجودة تتيح إعادة تحليلها وإعادة تقديم اللاعب بصورته الأفضل داخل اللعبة.
غياب هذا الأرشيف يعني صعوبة في تحديد تقييم دقيق وقدرات اللاعب.
ثالثًا: تواصل اتحادات كرة القدم مع EA
غالبًا ما يتم ترشيح الأساطير عبر الاتحادات أو الرعاة. بعض الاتحادات في المنطقة تبادر بشكل مباشر وتنسق لإدخال لاعبيها في اللعبة لأهداف دعائية، مثل الاتحاد السعودي الذي عمل على إبراز أسماء أسطورية في تاريخ الكرة.
في المقابل، الاتحاد العراقي لم يظهر حركة واضحة أو تأثيرًا تسويقيًا في هذا الاتجاه.
رابعًا: المنافسة القوية داخل اللعبة
في كل عام، EA تضيف عددًا محدودًا من الأساطير الجديدة. هذه القائمة تضم أسماء على مستوى عالمي مثل زيتان وغوليت ومالديني ودروغبا. وبالتالي، فإن دخول لاعب جديد يتطلب موقعًا تاريخيًا بارزًا في ذاكرة الكرة العالمية وليس الاقليمية فقط.
لكن هذا لا يعني أن الأمر مستحيل.
هل يستحق العراق أسماء أسطورية في EA؟
نعم، وبجدارة.
-
أحمد راضي: واحد من أبرز المهاجمين العرب عبر التاريخ. صاحب الهدف الوحيد للعراق في كأس العالم 1986 أمام بلجيكا. شخصية أيقونية ولاعب مؤثر في العصر الذهبي للكرة العراقية.
-
يونس محمود: قائد تاريخي، صاحب هدف نهائي كأس آسيا 2007، بطولة صنعت لحظة عربية استثنائية وجمعت العراق رغم الظروف. يُعد رمزًا للكرة العراقية الحديثة.
هذان الاسمان وحدهما يكفيان ليحملا الشارة ويدخلا ضمن أيقونات EA بجدارة كاملة.
كيف يمكن أن يتغير الوضع؟
لكي نرى لاعبين عراقيين بين Icons، الأمر يحتاج إلى:
-
حملة جماهيرية منظمة على مواقع التواصل.
-
تواصل رسمي من الاتحاد العراقي أو وزارة الشباب مع EA.
-
تسليط إعلامي عربي وعالمي على تاريخ نجوم العراق.
-
إعادة أرشفة وبث مباريات وقدرات اللاعبين بمحتوى رقمي حديث.




