هل تُريد قطر أن تكسب كل بطولة تستضيفها ..بصافرة حكّامها؟
هل تُريد قطر أن تكسب كل بطولة تستضيفها… بصافرة حكّامها؟
في كرة القدم، الظلم التحكيمي يِفوت ويصير حديث ساعة وينسى الجمهور. بس لما تتكرّر اللقطات المثيرة للجدل في بطولة وحدة، وعليها علامة “صنع في بلد المنظِّم”، يصير السؤال واجب: هل قطر تريد تكسب كل بطولة تستضيفها من خلال حكّامها؟ السؤال “سبايسي”، نعم، لكنه انعكاس لغضب جماهير شافت قرارات تغيّر مسار مباريات وتقصي منتخبات من باب “التفسير” و”تقدير الحكم”. وتبقى التساؤلات: هل تُريد قطر أن تكسب كل بطولة تستضيفها؟
لقطة هدف العراق الملغى: قرار يهزّ الثقة
قضية هدف منتخب العراق أمام قطر اختصرت الحكاية: كرة دخلت الشباك، جمهور انفجر فرح، بعدها الدقيقة صارت محكمة، واللاعب صار متّهَم، والفرحة انقلبت تحقيق. التبريرات صارت تتراوح بين تسلل “مضلّل”، أو مخالفة هجومية “محتملة”، أو تداخل على الحارس “وفق رؤية الحكم”. هكذا صارت اللعبة: هدف صحيح في عين جمهور العراق، و”مرفوض” عند غرفة الفار. المشكلة ليست في وجود رأي تحكيمي مختلف، بل في سوء الاتساق والشفافية: لماذا لا نسمع تسجيل حوار الفار؟ لماذا لا تُنشر اللقطة من الزوايا المئة التي يتباهى بها المنتج التلفزيوني؟ ولماذا عندما يكون القرار لصالح البلد المنظِّم—غالبًا—يمشي أسرع مما تمشي الكرة نفسها؟ هل تُريد قطر أن تكسب كل بطولة؟ السؤال هنا هل يكون الهدف التحكيمي الفوز في البطولات المختلفة باستضافتها على أرضها؟
طرد “على السخّن” في كأس العرب: صدفة… أم منهج؟
قبل أيام، في كأس العرب نفسها، حكم قطري أشهر بطاقة حمراء مبكّرة وقلب مباراة من أولها. الجمهور العربي انقسم: ناس قالت “قانونيًا صح”، وناس شافت الطرد “تعسّفي” وسابق لأوانه على لعبة كان ممكن تكتفي بإنذار. الخلاف طبيعي، لكن تكرار القرارات الحاسمة من صافرات محلية في بطولات محلية يخلّي الريبة تكبر: هل هي مصادفات متراكمة؟ أم أن “إدارة الصورة” أهم من “عدالة الصورة”؟ هل يمكن أن قطر تسعى للفوز بذات البطولات التي تقوم باستضافتها؟ والآن يتساءل الكثيرون: هل تُريد قطر أن تكسب كل بطولة تستضيفها؟
الفار: أداة عدل… أم قناع جميل لقرار جاهز؟
تقنيًا، الفار جاء ليقلّل ظلم البشر، لا ليصبح “غطاءً” لغرفة مغلقة تبرّر أي قرار. عندما يُلغى هدف أو تُمنح بطاقة أو ضربة جزاء، الجمهور ينتظر تفسيرًا معلنًا: خط التسلل مرسوم بوضوح؟ زاوية التداخل على الحارس واضحة؟ هل تم فحص المخالفة السابقة على المدافع؟ إذا كانت الإجابة “استعنّا بالفار” بدون نشر تفاصيل، فهذه ليست شفافية؛ هذا سقف من دخان. السؤال الأهم في الأذهان، هل تُريد قطر أن تكسب كل بطولة؟ هل يسعى المنظمون لتحقيق النجاح الدائم في البطولات المستضافة؟
ضغط البلد المضيف: كرة القدم ليست سياحة
البطولات حين تُنظَّم في بلد معيّن، طبيعي البلد يستثمر، يروّج، يطمح أن فريقه يمشي بعيد. لكن الخط الأحمر واضح: التحكيم يجب أن يكون خارج لعبة النفوذ. لما يشوف الجمهور سلسلة قرارات مفصلية تصبّ باتجاه المضيف، تبدأ سردية “التتويج المُعدّ سلفًا” بالتمدد. حتى لو كانت بعض القرارات صحيحة بالقانون، انعدام الشفافية يخليها تُقرأ كأنها موجّهة. السؤال الذي يثير جدلاً هو هل تُصر قطر على الفوز بكل بطولة تستضيفها، وكيف تُدار الأمور لتحقيق ذلك؟ هنا تطرح الأسئلة على نطاق واسع: هل تُريد قطر أن تكسب كل بطولة تستضيفها؟
طيب… ما الحل؟ كلام “سبايسي” وحده ما يكفي
لنضع عواطفنا جانبًا ونطالب بإجراءات عمليّة تذيب الشك وتعيد الثقة:
-
نشر تسجيلات الفار بعد المباريات المفصلية
أصوات الحكّام ومُشغّل الفار أثناء المراجعة تُنشر رسميًا (مثل تجارب اتحادات أخرى). الجمهور يسمع منطق القرار لا “نتيجته” فقط. -
توحيد خطوط التسلل والأطر التقنية
رسومات احترافية ثابتة، مقيسة، مع إظهار نقطة لمس الكرة والإسقاط العمودي للمدافع والمهاجم. لا نريد “خطوط فنية” تتلوّن حسب المباراة. -
إبعاد الحكّام المحليين عن مباريات المضيف
لا حديث عن نزاهة من دون استقلالية. اختيارات حكّام من قارات مختلفة لمباريات المضيف تقلّل حساسية القرار. -
تقرير تحكيمي يومي مُعلّن
لجنة مستقلة تصدر بيانًا سريعًا عن الحالات الجدلية الكبرى: تشرح لماذا أُلغي الهدف ولماذا أُشهر الطرد. النقد الذاتي قوة لا ضعف. -
مساءلة واضحة عند الأخطاء الفادحة
لا يكفي “تدوير الحكم” لمباراة أقل. هناك أخطاء تغيّر بطولات؛ نريد عقوبات وتجميدًا وورش تصحيح معلنة.
كلمة أخيرة: لسنا ضد قطر… نحن مع العدالة
الانتقاد ليس طعنًا في شعب، ولا استهدافًا لبلد. قطر نظّمت بطولات بمعايير عالية تنظيمياً وإخراجياً، وهذا يُحسَب لها. لكن التحكيم عدالة أو لا بطولة. عندما يُلغى هدف للعراق بهذه الطريقة، أو تُطلق صافرة طرد مبكر تُفكّك مباراة من أصلها، فمن حق الجمهور أن يسأل بصوت عالٍ: هل تُدار البطولات ليُتَوِّج فيها الأداء… أم تُساق لتصل حيث يجب أن تصل؟
إن كانت قطر تريد أن تبرهن أنها تكسب بالملعب لا بالغرفة، فالأمر سهل: افتحوا الستار عن الفار، أبعدوا الحكّام المحليين عن مباريات المضيف، وقدّموا تقريرًا يشرح ويواجه. عندها فقط، سيسكت السؤال السبايسي… لأن الإجابة ستكون في النور. هل تسعى قطر للفوز الفعلي بالبطولات عبر الأداء القوي بعيداً عن الغرف المغلقة؟ هل تُريد قطر أن تكسب كل بطولة تستضيفها عبر الأداء القوي والمنافسة الشريفة؟




