تاريخ الكرة المصرية: من الأهرامات إلى الألقاب العالمية

تاريخ كرة القدم في مصر يمتد لقرن من الزمان، حيث بدأت اللعبة في أوائل القرن العشرين، وأصبحت اليوم جزءًا لا يتجزأ من الثقافة المصرية، لتمثل رحلة من الأهرامات إلى الألقاب العالمية في مسيرة تاريخ الكرة المصرية.

 

في عام 1921، تأسس الاتحاد المصري لكرة القدم، ليكون أول اتحاد في إفريقيا والعالم العربي. بعد ذلك، شارك المنتخب المصري في دورة الألعاب الأولمبية عام 1924 في باريس، ليكون من أوائل المنتخبات العربية والإفريقية التي تشارك في هذا الحدث العالمي مظهرًا لقوة الكرة المصرية.

 

في عام 1934، شارك المنتخب المصري في كأس العالم بإيطاليا، ليكون أول منتخب عربي وإفريقي يشارك في المونديال. ورغم الخروج من الدور الأول، إلا أن هذه المشاركة كانت نقطة انطلاق مهمة لتاريخ الكرة المصرية نحو الألقاب العالمية. في عام 1948، انطلق الدوري المصري الممتاز، ليصبح أحد أقدم الدوريات في إفريقيا ويشكّل جزءًا من تاريخ الكرة المصرية الممتد من الأهرامات إلى الألقاب العالمية. سيطر نادي الأهلي على معظم الألقاب منذ البداية، بينما كان الزمالك منافسًا رئيسيًا، مما أضاف حماسًا وتنافسًا كبيرًا بين الناديين.

 

شهدت السبعينيات والثمانينيات تألقًا كبيرًا للأندية المصرية على المستوى الإفريقي، حيث فاز الزمالك بأول لقب إفريقي له عام 1984، بينما بدأ الأهلي هيمنته الإفريقية في الثمانينيات، ليصبح الأكثر تتويجًا في القارة.
في عام 1990، عاد منتخب مصر للمشاركة في كأس العالم بإيطاليا، بعد غياب 56 عامًا، بقيادة المدرب الراحل محمود الجوهري. ورغم الخروج من دور المجموعات، إلا أن هذه المشاركة أعادت مصر إلى الساحة العالمية بعد 56 عامًا من الغياب.
في العقد الأول من الألفية الجديدة، سيطر المنتخب المصري على بطولة كأس الأمم الإفريقية، محققًا اللقب ثلاث مرات متتالية (2006، 2008، 2010) بقيادة حسن شحاتة، وهو إنجاز غير مسبوق في القارة. كما برز جيل رائع من اللاعبين مثل أحمد حسن، محمد أبو تريكة، حسام حسن، عصام الحضري، ووائل جمعة.

 

في العقد الأخير، بدأت الكرة المصرية في تصدير لاعبيها إلى الدوريات الأوروبية الكبرى. أصبح محمد صلاح أحد أفضل اللاعبين في العالم، محققًا إنجازات كبيرة مع ليفربول الإنجليزي. كما برز نجوم آخرون مثل محمد النني، محمود حسن تريزيجيه، وعمر مرموش.
تاريخ الكرة المصرية هو تاريخ من التحديات والإنجازات، حيث استطاعت الأندية والمنتخبات المصرية أن تضع بصمتها على الساحة الرياضية العالمية، مستفيدة من إرثها الحضاري العريق.

Exit mobile version