إيبيريشي إيزي و مايكل أوليس ولم شمل دوري ابطال اوروبا
إيبيريشي إيزي، مايكل أوليس… ولم شمل «تشامبيونز ليغ» بطابع جنوب لندن
قد يكون هناك الكثير من الفخر داخل نادي كريستال بالاس ليلة الأربعاء عندما تواجه إيبيريشي إيزي ومايكل أوليس في دوري أبطال أوروبا.
النجمـان اللذان نشآ وتطوّرا في جنوب لندن بعد انتقالهما من كوينز بارك رينجرز وريدينغ، وصلا اليوم إلى المستوى الذي كان ينتظرهما منذ البداية.
في مواجهة كبيرة انتهت بفوز آرسنال (فريق إيزي) على بايرن ميونخ (فريق أوليس) بنتيجة 3-1، لم يصنع اللاعبان الفارق الحاسم، رغم أن إيزي قدّم تمريرة حاسمة للهدف الثالث، لكنهما واصلا التألق مع أنديتهما الجديدة، وأثبتا لماذا كانا محل إعجاب كبير في سيلهرست بارك سابقًا.
عندما تعاقد المدير الرياضي السابق للنادي، دوغي فريدمان، مع اللاعبين من دوري الدرجة الأولى الإنجليزي، منحهم منصة كبيرة لعرض موهبتهم وفتح الطريق أمامهم للوصول إلى القمة.
الكثيرون في بالاس ينظرون إليهما اليوم بإحساس بالفخر لأن النادي لعب دورًا مهمًا في تكوينهما. ورغم أن رحيلهما كان صعبًا على الجماهير، إلا أن رؤية شراكتهما المميزة تزدهر كان أمرًا جميلًا… حتى لو لم يدم طويلًا.
منافسة سابقة… لكن ليست داخل الملعب
تاريخ المواجهات بينهما ليس طويلًا، فالمرة الوحيدة التي لعبا فيها ضد بعض قبل هذه المباراة كانت في يوم «بوكسينغ داي» عام 2019، عندما شارك أوليس لست دقائق فقط مع ريدينغ ضد كوينز بارك رينجرز الذي كان إيزي يلعب له. لم يتبادلا الكثير حينها.
لكن اليوم، الأمور تختلف تمامًا. تلك الأيام في التشامبيونشيب انتهت، والآن كل واحد منهما ينافس على لقب كبير:
إيزي مع آرسنال في الدوري الإنجليزي، وأوليس مع بايرن في الدوري الألماني.
لمّ الشمل في دوري الأبطال
قبل لقائهما في ملعب الإمارات، كان كلا الفريقين يمتلك 12 نقطة من أول 4 مباريات في النسخة الجديدة من دوري الأبطال بصيغتها ذات المرحلة «الليغ».
المباراة كانت أول لقاء بينهما منذ أن غادر أوليس بالاس إلى ميونخ في يوليو الماضي، تلاه إيزي بعد عام تقريبًا.
العلاقة بينهما لم تكن في الملعب فقط, بل كانت قوية خارجه أيضًا. خاضا مباراة تنس طاولة حماسية في 2022 فاز بها إيزي، وتبادلا المزاح في لقاءات صحفية، وتشاركا لحظات من الضحك، إضافة إلى مباريات الشطرنج التي أصبحت جزءًا من صداقتهما.
والآن، جاء وقت التنافس من جديد… ولكن في أعلى مستوى ممكن.
من لاعبين صاعدين إلى نجوم عالميين
عندما تعاقد بالاس معهما، كانا في عمر 20 و22 عامًا فقط. موهبتهما كانت واضحة، لكنها غير مكتملة. ومع مرور السنوات، تطوّرا ليصبحا من اللاعبين البارزين في أوروبا.
أوليس، الذي يبلغ اليوم 23 عامًا، سجل 29 هدفًا وصنع 28 منذ انتقاله إلى بايرن في صفقة بلغت 50 مليون جنيه إسترليني. تألقه في ألمانيا ليس مفاجئًا، فقد كان لاعبًا ساحرًا في البريميرليغ.
إيزي، من جانبه، انتقل إلى آرسنال مقابل 60 مليون جنيه إسترليني في أغسطس. سجل خمسة أهداف وصنع هدفين حتى الآن، لكن لحظته التاريخية جاءت عندما سجل هاتريك ضد توتنهام في الديربي، مما جعل اسمه يتردّد بقوة في تاريخ النادي.
رحلة ليست سهلة
قصة إيزي معروفة تم رفضه من آرسنال في صغره ومن عدة أندية أخرى، قبل أن يشق طريقه من جديد ويعود للحلم الذي بدأه… بقميص الفريق الذي كان يسانده صغيرًا.
أوليس، المولود في لندن، تنقّل بين أكاديميات آرسنال وتشيلسي ومانشستر سيتي قبل أن يجد مكانه في ريدينغ. أهدافه واضحة دائمًا: اللعب في الدوري الإنجليزي… تحقق. تمثيل فرنسا دوليًا… تحقق. الفوز بالكرة الذهبية… «قيد الإنجاز».
تألق دولي
إيزي سجل هدفًا جميلًا لإنجلترا ضد صربيا في التصفيات، ليصل إلى ثلاثة أهداف دولية من 16 مباراة.
أما أوليس، فبدأ يثبت نفسه مع منتخب فرنسا، وسجل أربعة أهداف وصنع واحدًا هذا العام.
خارج الملعب، اكتسب اللاعبان محبة جمهور بالاس. أوليس عرّف إيزي على لعبة الشطرنج، حتى فاز إيزي بجائزة 20 ألف دولار بعد نجاحه في بطولة PogChamps6.
ورغم أن صداقتهما ليست بقوة ما كانت عليه داخل البالاس، إلا أن المواجهة الأخيرة أعادت جزءًا منها بطريقة مختلفة.
إبداع على أكبر مسرح
اليوم، الفريقان يتصدران دورياتهما المحلية، وكلا اللاعبين عنصر أساسي في هذا النجاح. استفادا من سنوات التطوّر والصبر داخل كريستال بالاس، والآن يبرزان في أكبر بطولة على الإطلاق… دوري أبطال أوروبا.
حتى وإن كانا خصمين على أرض الملعب، إلا أنهما يواصلان رسم قصة نجاح بدأت من جنوب لندن… ووصلت إلى القمة.
