أقوى لاعبي كرة القدم في تاريخ المغرب
أقوى لاعبي كرة القدم في تاريخ المغرب: من الأساطير القديمة إلى نجوم الجيل الحالي
على مدار أكثر من قرن، قدّم المغرب لكرة القدم أسماء لامعة صنعت مجد أسود الأطلس. هذه الأسماء رفعت راية البلاد في أكبر الملاعب الأوروبية والعالمية. وبين أجيال مختلفة تعاقبت على المنتخب والأندية، برزت مجموعة من النجوم. يمكن وصفهم بأنهم الأقوى والأهم في تاريخ الكرة المغربية. هذا يجعلهم جزءًا من أقوى لاعبي كرة القدم في تاريخ المغرب. بدءًا من الأساطير القديمة إلى نجوم الجيل الحالي. سواء بما حققوه من ألقاب، أو بما تركوه من تأثير كبير في ذاكرة الجماهير.
في السطور التالية نستعرض أبرز هذه الأسماء. نبدأ من الأسطورة العربي بن مبارك، مرورًا بجيل 1976 و1986، وصولًا إلى نجوم نصف نهائي كأس العالم 2022.
العربي بن مبارك… الجوهرة الأولى للكرة المغربية
يُعد العربي بن مبارك أول أسطورة مغربية حقيقية في عالم كرة القدم. في الواقع، كثيرون يعتبرونه من أوائل النجوم العرب الذين تألقوا في أوروبا. وُلِد في الدار البيضاء، واحترف في فرنسا مع مارسيليا. ثم أكمل مسيرته الكروية في إسبانيا مع أتلتيكو مدريد. كل ذلك في فترة كانت فيها كرة القدم الأوروبية ما تزال في بداياتها التنظيمية.
اشتهر بن مبارك بمهاراته الفردية العالية ولمسته الفنية الأنيقة. كذلك، برع في قدرته على التسجيل وصناعة الأهداف. لدرجة أن الصحافة الأوروبية في ذلك الوقت منحته لقب “الجوهرة السوداء”. بالنسبة للمغاربة، يمثل بن مبارك بداية الحكاية مع العالمية. أيضاً، هو رمز لجيل سبق عصره بكثير.
أحمد فرس… هداف جيل لقب أفريقيا 1976
عندما يُذكر تاريخ الكرة المغربية في السبعينيات، لا بد أن يظهر اسم أحمد فرس كأحد أبرز الهدافين. لعب فرس لنادي شباب المحمدية معظم مسيرته، وتميّز بقوة التسديد وضربات الرأس. حسّه التهديفي العالٍ جعله مصدر الخطر الأول على مرمى المنافسين.
كان فرس أحد أعمدة المنتخب المغربي الذي توّج بكأس الأمم الأفريقية عام 1976. يُعتبر الإنجاز القاري الأهم في تلك الفترة. إلى جانب أهدافه، عُرف بشخصيته القيادية داخل الملعب. أيضاً، كان وفاؤه لناديه وللمنتخب ملحوظاً. هذه الصفات جعلته أيقونة حقيقية في ذاكرة الجماهير.
محمد التيمومي… المايسترو وصانع الإنجاز العالمي
في الثمانينيات، ظهر جيل جديد بقيادة صانع الألعاب الساحر محمد التيمومي. الكثيرون اعتبروه واحدًا من أفضل لاعبي خط الوسط في تاريخ المغرب وأفريقيا. لعب التيمومي للجيش الملكي وبعض الأندية الأوروبية. تميّز برؤيته المدهشة وقدرته على التحكم في إيقاع المباراة.
قاد التيمومي منتخب المغرب للتأهل إلى كأس العالم 1986 بالمكسيك. هناك، صنع التاريخ عندما كان أحد مفاتيح تأهل أسود الأطلس. وصل المنتخب إلى دور الـ16 للمرة الأولى. لقد تصدروا مجموعة ضمت إنجلترا وبولندا والبرتغال. لم تكن مهارته فقط هي ما يميّزه. بل أيضًا هدوؤه وثقته الكبيرة في أصعب اللحظات.
بادو الزاكي… الحارس الذي لا يُنسى
قلّما يجتمع المغاربة على لاعب مثلما اجتمعوا على حارس المرمى الأسطوري بادو الزاكي. بدأ مسيرته مع الوداد البيضاوي قبل أن ينتقل إلى ريال مايوركا الإسباني، حيث تألق بشكل لافت في الدوري الإسباني.
يُعد الزاكي بطل ملحمة 1986. إذ وقف سدًا منيعًا أمام هجمات منتخبات عالمية. أيضاً، قدم مستويات مذهلة في دور المجموعات ثم في مباراة دور الـ16 أمام ألمانيا الغربية. تصدياته الحاسمة وشخصيته القوية في تنظيم الدفاع جعلته رمزًا للحراسة المغربية. قبل أن يعود لاحقًا مدربًا للمنتخب. استمر تأثيره في الأجيال اللاحقة.
نور الدين نيبت… صخرة الدفاع وعميد أسود الأطلس
في التسعينيات وبداية الألفية، برز اسم المدافع نور الدين نيبت. اعتبر كواحد من أفضل المدافعين الأفارقة على الإطلاق. تألق مع الوداد المغربي. ثم احترف في سبورتينغ لشبونة البرتغالي. أيضاً، لعب لديبورتيفو لاكورونيا الإسباني الذي عاش معه فترة ذهبية. قبل أن يخوض تجربة في الدوري الإنجليزي مع توتنهام.
حمل نيبت شارة قيادة المنتخب المغربي لسنوات طويلة. تميز بصلابته في الكرات الهوائية وتمركزه الممتاز. بفضل شخصيته القوية، كان مثالًا للقائد الهادئ الذي يخلق التوازن. فعل ذلك في خلفية الفريق، سواء مع الأندية أو المنتخب.
مصطفى حجي… فنان التسعينيات وبداية الألفية
يحتفظ الجمهور المغربي والعربي بذكرى طيبة للاعب الوسط الهجومي مصطفى حجي. لمع في التسعينيات مع المنتخب ومع عدد من الأندية الأوروبية مثل نانسي وسبورتينغ لشبونة وديبورتيفو لاكورونيا وأستون فيلا.
يُعرف حجي بمراوغاته الممتعة وتسديداته القوية. لقد كان يمتلك القدرة على اختراق الدفاعات بشكل مميز. قدّم مستوى رائعًا في كأس العالم 1998 بفرنسا، وسجّل واحدًا من أجمل أهداف البطولة في مرمى النرويج. كان يمثل الجيل الذي واصل الربط بين حضور المغرب في المونديال وصعود نجوم جدد إلى الساحة الأوروبية.
الحسين خرجة… قلب الوسط المقاتل
مع بداية الألفية الجديدة، ظهر لاعب الوسط الحسين خرجة كأحد أكثر اللاعبين المغاربة نشاطًا في الدوريات الأوروبية الكبرى، حيث لعب لعدد من الأندية الفرنسية والإيطالية، من بينها جنوى وإنتر ميلان.
تميّز خرجة بروحه القتالية وقدرته على افتكاك الكرة وبناء الهجمة في الوقت نفسه. كما حمل شارة قيادة المنتخب المغربي في فترات عديدة. كان يمثل نموذج لاعب الوسط الشامل، الذي لم يتوقف عن الجري. عمل من أجل مصلحة الفريق طوال التسعين دقيقة.
مهدي بنعطية… صخرة الجيل الحديث
في الجيل الحديث، فرض المدافع مهدي بنعطية نفسه كواحد من أقوى المدافعين الذين أنجبتهم الكرة المغربية. لقد تنقل بين أندية عدة مثل أودينيزي وروما وبايرن ميونخ ويوفنتوس. قدم مستويات ثابتة في أقوى البطولات الأوروبية.
كان بنعطية ركيزة أساسية في دفاع المنتخب خلال تصفيات كأس العالم 2018، وساهم في عودة المغرب للمونديال بعد غياب طويل. يجمع بين القوة البدنية والهدوء في التغطية والقدرة على بناء اللعب من الخلف، ما جعله من أهم مدافعي جيله.
حكيم زياش… اليسرى السحرية
يُعد حكيم زياش من أبرز صانعي الألعاب في جيل أسود الأطلس الحديث. اشتهر بقدمه اليسرى الساحرة وقدرته على تمرير الكرات الطويلة الدقيقة، إلى جانب تسديداته القوية من خارج المنطقة والكرات الثابتة الخطيرة. تألق بشكل كبير مع أياكس أمستردام وقاد الفريق لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا، قبل أن ينتقل إلى الدوري الإنجليزي.
مع المنتخب المغربي، لعب زياش دور العقل المفكّر في الوسط الهجومي، وساهم في صناعة العديد من الأهداف والحفاظ على هوية هجومية واضحة للمنتخب في البطولات القارية والعالمية.
أشرف حكيمي… نجم جيل نصف نهائي كأس العالم
في السنوات الأخيرة، أصبح اسم أشرف حكيمي عنوانًا للجيل الجديد من نجوم المغرب. يشغل مركز الظهير أو الجناح الأيمن. يتسم بسرعته الكبيرة وقدرته على الاختراق من الأطراف. أيضاً، يتسم بإمكانياته في الحسم في الثلث الأخير سواء بالتسجيل أو صناعة الأهداف.
تدرّج حكيمي في فرق ريال مدريد السنية قبل أن يلمع مع بوروسيا دورتموند ثم إنتر ميلان. انتقل بعدها إلى باريس سان جيرمان ويستمر في التألق على أعلى المستويات. مع المنتخب المغربي، كان أحد أبرز نجوم ملحمة كأس العالم 2022 في قطر. كذلك، أصبح أسود الأطلس أول منتخب أفريقي وعربي يصل إلى نصف نهائي المونديال. حققوا إنجازًا تاريخيًا سيبقى محفورًا في ذاكرة كرة القدم العالمية.
أسماء أخرى صنعت تاريخ أسود الأطلس
بالطبع لا يمكن حصر تاريخ كرة القدم المغربية في هذه الأسماء فقط؛ فهناك لاعبون آخرون تركوا بصمتهم، مثل:
عبد الكريم ميري “كريمو”، عبد الرزاق خيري، يوسف السفري، عبد الجليل حدا “كماتشو”، يوسف العربي، يونس بلهندة، رومان سايس، وغيرهم من النجوم الذين مرّوا على المنتخب والأندية. هؤلاء اللاعبين قدموا الكثير للمغرب.




